إلتقيته مرة, كان ذلك منذ سنوات. كنت أقوم بمقابلة مع إبنه الفنان غسان الرحباني. مر بمكتب غسان لدقائق, حياني مبتسماً, سلمه ملفاً ثم رحل. أذكر إني قلت للأبنه ” ابتسامة والدك مميزة” فأجابني “إنها تنبع من قلبه, وقلبه قلب طفل صغير”. صحيح, فالفن ينبع من القلب الذي ينظم الشعر ويؤلف الألحان. ولكي يكون الفن عظيماً, يجب أن يكون القلب مرهف الإحساس, حالماً وديعاً لكي تتفتح كلماته فتتشرب ندى ألحانه وتعانقها. ذلك القلب توقف منذ أيام بسبب مرض ٍ لئيم وانطفأت معه إبتسامة ” شخصية مهمة من بلدي ، مصطحباً معه أجمل حقبة موسيقية في تاريخ الموسيقى” كما كتبت المطربة كارول سماحة
نعم, كان شخصية مهمة فقد كتب ولحن لأشهرفناني الحقبة الذهبية كالسيدة فيروز والشحرورة صباح والكبيرين وديع الصافي ونصري شمس الدين والسيدة ماجدة الرومي والملحن ملحم بركات. كما تعاون مع جوليا بطرس وباسكال صقر
ومن منا لم تطربه “الأوضة المنسية”، “معك”، “يا طير الوروار” و”بيني وبينك”، “ياي ياي يا ناسيني”,”كان عنا طاحون”ورقص الدبكة على “جينا الدار”، “قتلوني عيونا السود”، “كان الزمان”, “كيف حالك يا أسمر”, “شفته بالقناطر”, “ياهلي يابا” , “طاير طاير”, “نطرني عالشباك” ,”10، 11، 12 دقت الساعة بالليل وأنا وحدي”و “عم بحلمك”
لم يقتصر إبداعه الفني على التعامل مع الوجوه الفنية اللبنانية لأنه, وفي العشرين من عمره, تعاقدت معه إذاعة”بي بي سي” البريطانية عبر فرعها في لبنان,على تلحين 40 أغنية و13 برنامجاً. كتب آلاف الأغنيات والمعزوفات اللبنانية والعربية الكلاسيكية إلى جانب تأليفه للموسيقى التصويرية لنحو 25 فيلماً (منها مصرية) والعديد من المسلسلات من أشهرها, موسيقى أفلام “دمي ودموعي وابتسامتي” ,”حبيبتي”, “أجمل أيام حياتي” ومسلسل”عازف الليل”
في المسرح أنتج وألّف مسرحيات خالدة منها: “وادي شمسين”, “سفرة الأحلام” و”إيلا”. ولم يثتثني الشعر، فأصدر كتاب “نافذة العمر” عام 1996. في عام 2001 ,قدّم نشيد الفرانكفونية كتحية لـ52 بلداً شارك في القمة الفرانكفونية التي عقدت في لبنان. تلقى عدداً كبيراً من الجوائز منها جائزة مسابقة شبابية في الموسيقى في مهرجان أثينا عن المقطوعة الموسيقية ” إنتهت الحرب”و شهادة السينما في المهرجان الدولي للفيلم الإعلامي في البندقية. كرم بدكتوراه فخرية في جامعة بارينغتون في واشنطن و كذلك في جامعة إستورياس في إسبانبا. كما حصل على جوائز في بلغاريا واليونان والبرازيل وإلمانيا
نعاه الكثيرون, منهم السيدة ماجدة الرومي التي قالت:” : إلياس رحباني كبيرٌ من بلادي خسرته الأغنية اللبنانية والموسيقى العالمية اليوم…هو من أعطى أجمل الألحان وأبدع، وتميّز، وحلق عالياً في سماء الجمالات الموسيقيّة العالمية …. هو من أطلق صوتي والى جانبه العظيم الاستاذ سعيد عقل وذلك بأغنية “عم بحلمك” الرائعة الاستثنائيّة الباقية فينا الى الابد والباقية في خزانة الكنوز الفنيّة اللبنانية ما دمنا ودامت لنا الهويّة الغنائية اللبنانية.” كما كتب الإعلامي جمال فياض: “رحل الياس الرحباني … رحلت الضحكة العبقرية والموسيقى الخالدة على مرّ الزمن… رحل الصديق الحبيب الذي ما تنفّس إلا حبّاً وجمالاً وطيبة وأنغام… رحل جزء جميل من مجد لبنان”. أما نقيب محترفي الموسيقى والغناء في لبنان فريد بو سعيد فقال عنه “أغنياته خالدة للكبار والصغار، هو آخر عنقود الرحابنة بعد عاصي ومنصور. ورحيله خسارة للبنان والفن العربي والعالمي والزمن الجميل. مهما كُتب اليوم، يبقى قليلا على الياس الرحباني لأنّ أعماله هي التي تنطق”. أما ما قاله الرئيس ميشال عون راثيا إياه فهو أجمل ما قيل فيه: “كان الصديق الفنان الراحل سيّد المطالع في الشعر كما في اللحن، زاوج بين الروح الشرقية والتقنيات الغربية، فأبدع في الاثنتين وكرّمه الشرق بكباره وتميّز به الغرب بلغاته، فأهداه الجوائز متباهيًا بغنى عطاء لا محدود له. اليوم، لم يغب عنّا بل انتقل من تراب لبنان ليعانق ابدية وطن ما رآه إلا وطن الجمال والحق، وما غنّاه الا حلماً و”هدايا في العلب” ستبقى موسيقى واغاني الراحل الكبير شاهدة على ان الفن الاصيل وحده ينتصر على الموت على ما كان يردده دائماً”.
I got what you mean , thanks for posting.Woh I am lucky to find this website through google. “Food is the most primitive form of comfort.” by Sheila Graham.
It is well absorbed when taken by mouth cialis online india
I am not sure where you’re getting your info, but great topic. I needs to spend a while finding out much more or figuring out more. Thanks for magnificent information I used to be on the lookout for this information for my mission.