من لا يعرف أنطوان كرباج الممثل القديرالذي انجز خلال مسيرته الفنية في مطلع الستينات عددا لا يستهان من الأعمال
المسرحية والدرامية. أساس مع الراحل منير أبو دبس فرقة المسرح الحديث التي لعبت دوراً رائداً في الإنتاج المسرحي اللبناني والعربي. كما شارك بأعمال سورية عدة مع المخرج نجدت أنزور.
أعماله تروي حكايته, فهورجل مرهف الإحساس, يبحث بدقة عن أصغرالتفاصيل الفنبة لكي يعطي أدواره حقها خاصة أن أختياره للشخصيات التي لعبها لم تكن بالسهلة ومن تلك الشخصيات لعب دور”جان فلجان” في مسلسل “البؤساء” لفيكتور هوغو, دورالبطولة في” مسلسل ديالا” مع المرحومة هند أبي اللمع، دور”المفتش” في “مسلسل لمن تغني الطيور” مع الراحلة نهى الخطيب سعادة، دور “بربر آغا” في مسلسل “بربر آغا” للكاتب أنطوان غندور, كما مثل في المسلسل الدرامي” أوراق الزمن المر” مع القديرة منى واصف وجوليا بطرس وعمار شلق.
عرف أيضاً في مسلسل “عشتار” إلى جانب أمل عرفة وعبد المنعم عمايري وفي المسلسل العربي “جحا الضاحك الباكي” وفي مسرحية “يوسف بك كرم” لأنطوان غندور، و”ماكبث” و”هاملت” لشكسبير و”أورست” في “الذباب” لسارترفي مهرجان جبيل الثاني. كما تألق في دور “الملك” في مسرحية “الملك يموت” لأوجين يونيسكو، ودور”أوديب”في مسرحية “أوديب ملكاً” لسوفوكليس، ودور”المفتش” في مسرحية “علماء الفيزياء” لدورنمات.
عمل مع الأخوين رحباني في ” يعيش يعيش” و” صح النوم” و”جبال الصوان” و”ناطورة المفاتيح” و” المحطة” و”صيف 840″ ودور القائد الروماني في مسرحية “بترا” والذي انطبع في الذاكرة الجماعية.
سنة ال2000 لمع على مسارح كازينو لبنان، ومونتريال، ولاس فيغاس في ” بليلة قمر” مع فرقة كركلا ثم في مسرحية ” ألف ليلة وليلة” و “حكم الرعيان” على مسارح دبي ولندن ودمشق وحلب والدوحة وبعلبك وبيت الدين.
دخل السينما من بابها الكبير فكان له دور البطولة في “نساء في خطر” مع إيمان، إخراج سمير الغصيني ودور البطولة في فيلم “الصفقة” مع رلى حماده و أيضا ًدور البطولة في فيلم “امرأة في بيت عملاق”.
إلتقيته مرة, كان ذلك سنة 2010, في كازينو لبنان وكان لديه بروفا لمسرحية “صيف 840” وكنت قد طلبت منه خدمة: ان يعطيني رأيه بنصٍ سنمائي كنت قد كتبته. ورغم عدم معرفته بي, لم يتمنع عن تقديم النصح والرأي لي بكل موضوعية وبتواضعه ولطفه المعهودين مشجعاً إياي على الأستمرار بالكتابة مما أثر بي كثيراً وكم شعرت بالفخر وقتها.
مؤخراً, آلمني جداً أن علمت أنه طريح الفراش, يعاني من مرض لئيم أبعده عن عالمه ومحبيه ورماه في غربة المجهول حيث لم يعد يتعرف إلا على وجه حبيبة ورفيقة عمره لورغريب. فكيف لعملاقٍ جبار مثله أن تغلبه يد قدرٍجاحدٍ؟
مع حبي لأنطوان كرباج