من اقدم الحرف اليدوية فى مصر: حرفة الماء والنار

2.1K

للوهلة الأولى, حين تسمع عن حرفة الفخار, تسترجع سريعا ذكريات فرحة ويجرفك حنين للماضي. فالأباريق التى كانت تتواجد فى منازلنا فى الماضى وفى الشوارع, كي يشرب منها المارة, كانت تصنع بمجملها من الفخار, لان اللفخار على عكس الزجاج, يحافظ على نضارة وعزوبة الماء .

  من منا لم يسمع بائع الفخار المتجول الذى كان يجوب الأزقة والشوارع بعربته القديمة ,منادياً على بضاعته ,من أوانٍ للمطبخ وخوابي و أحواض للزهور. لكن البعض منا يعتقد ان صناعة الفخار حرفة عادية. هي فى الحقيقة ,مهنة شاقة للغاية, تمر بمراحل عدة حتى تصبح قابلة للتشكيل فى يد الحرفي الماهر.

 مزج الخليط الطينى, يعد المرحلة الاولى لصناعة الفخار وهى مرحلة تتطلب يومين لمزج وتلين الطين حتى يكون قابل للتشكيل فى يد الصانع. فى الماضى, كانوا يستخدمون الجاموس والثور فى المرحلة الأولى لتليّن الطين بطريقة بدائية للغاية. لكن مع التطور التكنولوجي اصبح الامر اكثر سهولة . تليها مرحلة التشكيل الفعلية للخامة الطينية وهى السمفونية التى يعزفها الحرفي الماهر. وبين الطين والدولاب اليدوي يبتكر الصانع أشكالاً مميزة 

أما المرحلة ما قبل الاخيرة ,هى مرحلة وضع الخامة فى الفرن تليها مرحلة التلوين ان تطلب الامر ذلك.

تعد مصر من أقدم الدول فى العالم فى حرفة صنع الفخار, وهي حرفة متوارثة منذ فجرالتاريخ, منذ القدماء المصريين الذين كانوا يستخدمون طمى النيل فى صناعة الاوانى الفخارية. 

تطورت حرفة الخزف والفخار على مر الحضارات التى عايشتها مصر حتى اصبحت فى وقتنا هذا تستخدم فى اعمال الديكور الخزفي. كما تستخدم فى صنع أحواض الزرع التى تتزين بها الشرفات.

في مصر, هناك قرى كثيرة تشتهر بحرفة صناعة الفخار يأتيها السواح من شتى بقاع الأرض. تعد قرية الفخارين بمصر القديمة بمساكن الفسطاط , اهم الاماكن فى هذه الحرفة اليدوية. كذلك الأمر لقرية النزلة, فهى الاخرى تعد من اهم الاماكن التى يقصدها السائح في محافظة الفيوم. لكن ما تختلف به قرية النزلة فى صناعتها الفخارية عند بقية قرى صنيع الفخار, انها تستخدم الطريقة البدائية القديمة ” الطريقة الفرعونية ” في خلط الطين والتبن مع الماء . 

أما  قرية المجفف بمحافظة الشرقية فهي القرية الأكثرإحترافياً فى هذه الصناعة وهى تتميزعن القرى الاخرى في صنعتها للديكورات الفخارية كأحواض النافورة.

أخيرا, ولأهمية هذه الصناعة في مصر, اصبح لهذه الحرفة ورش تدريبية  حتى لا تندثر عن ثقافنا وعالمنا المصريين

أحمد الحسيني