Home / No comment / هل فعلا حل النزاع في طرابلس, وإلى متى؟

هل فعلا حل النزاع في طرابلس, وإلى متى؟

في دولة مهترئة, يحكمها قاطبة من الزعماء الذين يتحكمون بشعب من الأغنام, يظن كُلٌ منهم انه بمنئً عن الخطر: أن يكون على مذبح مصالح الزعيم الأكبر, راعيهم الذي يعلفهم بفتاته وفضلات مائدته مستفيداً مما يُنتجونه مُستغلاً ما يولِدون. وما ان يشعر ذاك الراعي ان غنمه لم  يعد يفيده ولا يُنتج له من يضع بين يديه سلاحاً لكي يدافع عن مصالحه الخاصة, يدفع به الى المسلخ متناسياً جميله و تضحياته.

سنوات طوال, تقاتل فيها شبانُ طرابلس بين جبل محسن وباب التبانة, قُتل فيها المئات ودمرت منازل ومصالح بإستثناء مصالح الزعماء, الذين تضاعفت اموالهم وكبرت قصورهم وكروشهم وكثرت يخوتهم وسياراتهم الفخمة.

في هذه اللحظة الصعبة, وتحديداً في سنة ,2014 تدخلت جمعية مارش لحل هذا النزاع السرطاني المزمن.

في البداية, كان الهدف ترميم ما دُمر. ولكن, ومع الوقت اتضح للقيمين على الجمعية ان ترميم الأنسان هو ما يجب القيام به. فالفقر والعوذ والجهل والطائفية هي العلة الأساسية التي يستغلها الزعيم في كل مرة, بهدف تنفيذ أجندته المملأة عليه من اسياده في الخارج. فكانت أول خطوة لجمع المقاتلين من الطرفين في مطعم “قهو تنا” الذي إفتتحته المؤسسة في شارع سوريا, ومن باب التعارف. بعدها, قررت الجمعية البدء بورش عمل, لجعل هولاء الشبان يعملون يداً بيد, فيكتسبوا مهنة محترمة تُكسبهم رزقهم بدل ذاك الضياع الذي يعيشونه.

 فكانت ورشات عمل متعددة, منها النجارة والتنجيد ودهان الموبيليا والتطريز والخياطة وصناعة المربيات وفرن للمناقيش. لانه, بهذه الطريقة, استغناء المقاتل عن زعيمه ليصبح مستقلاً ومكتفياً مادياً.

في بادئ الأمر, إعتُبرت المؤسسة دخيلة وحُربت  كثيراً من الزعماء المستفدين من سير القتال. لكن ارادة القيمين على الجمعية كانت اقوى, فإفتتحت صفوفاً لمحوالأمية ولتدريس اللغات. حتى ان طبيباً نفسياً ومساعدة إجماعية, كانا يتابعان الشبان عن كثب بهدف مساعدتهم على فهم مشاعرهم والسيطرة عليها, وعلى تقبل الآخر, وعلى مواجهة مجتمعهم وبيئتهم بمحاولة التغير والتعامل مع رواسب التربية الطائفية التي أسِسوا عليها.

 صحيح ان جميع الشبان لم يُوفّقوا بالنجاح لأن البعض منهم كان يتابع الدورا ت لغاية ما, والبعض لتطوير نفسه, اما البعض الآخر فقام بتجربة قصيرة وعند اول فشل وضُغوطات من بيئته ترك الصفوف ولم يعد. هذه الصعوبات والتحديات واجهتها المؤسسة بصبر وبعمل دؤوب دون ملل, ما اثمر بعد عشرسنوات بإفتتاح معرض لها في مار مخايل, تُباع فيه منتجات واعمال المقاتلين السابقين.

لكن المشكلة لم تُحل نهائياً. فالبرغم من تغيّر الظروف واعتياد الناس اكثر فاكثر على الفكرة, لكن الكثيرين من اهل طرابلس يرون ان الهجرة والهروب هما الحل الأنسب. فالبلد بالأجمال يعيش على بركان من الفاسدين والمفسدين قد ينفجر بأي لحظة. ورغم ان المجهول مخيف, لكنه اقل رعباً من مرارة الحياة التي يعيشون وفقدان الأمل.

About Carole

Journalist, media consultant, script write, founder & owner of www.a5barimonjournal.com

Check Also

NO COMMENT :))

Ville de Byblos ….

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *