من المحتمل أنك سمعت الكثير عن تدميرالعراق، وجورج بوش، وديك تشيني، والنفط، والأسلحة المدمرة. قصتنا اليوم تسلط الضوء على ثلاثة رجال دمروا العراق: بيل كلينتون، بول بريمر، وويليام ديبوي. القصة ليست شاملة، لكنها جزء بالغ الأهمية يعود إلى السبعينيات. هذه القصة تفتح الطريق أمام انتشار العنف والفقر المستشري وعدم الاستقرار السياسي في العراق. كيف أن محاولة تشكيل حكومة “ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان” أدت إلى أعمق معاناة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية. إنها قصة الكذبة الكبرى حول الديمقراطية في العراق.
العقيدة العسكربة الأمريكية والهدف من تدمير العراق

لم يكن انهيار العراق في 2003 مجرد نتيجة مباشرة للتدخل العسكري، بل كان ثمرة سلسلة من السياسات التي بدأت في السبعينيات. ويليام ديبوي كان مكلفًا بمراجعة العقيدة العسكرية الأمريكية بعد هزيمة فيتنام. في عام 1973، تأثر ديبوي بالحرب الإسرائيلية ضد العرب، ولاحظ أن الحرب التقليدية قد انتهت. هذه الأفكار أسفرت عن ظهور مفهوم “سرعة الحملات العسكرية”، الذي تم اختباره في حرب الخليج الأولى. من هنا، ظهر أسلوب الحرب السريعة الذي طبقته أمريكا ضد العراق.
غزو وتدمير العراق والعقوبات
بعد حرب الخليج الأولى، فرضت الأمم المتحدة عقوبات قاسية ضد العراق، التي صوّت لصالحها كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي والصين. حتى بعد أن تم تفكيك برامج الأسلحة العراقية، استمرت الولايات المتحدة في الضغط على العراق عبر العقوبات، مما تسبب في انهيار الاقتصاد العراقي. مادلين أولبرايت، وزيرة خارجية كلينتون، قالت: “نعتقد أن الثمن يستحق العناء”. ومع استمرار العقوبات، كانت النتيجة انهيار الدولة العراقية وتحولها إلى شبكة من المحسوبية والفساد.
تداعيات تدمير العراق والاحتلال

في عام 2003، بدأت الولايات المتحدة غزو العراق. بول بريمر، المسؤول الأمريكي الذي تولى القيادة بعد الإطاحة بصدام حسين، قرر طرد 50,000 موظف حكومي من العراق. ثم قام بحل الجيش العراقي، مما جعل نحو 400,000 جندي عاطلين عن العمل، مما ساهم في انتشار العنف.
بحلول 2007، جلبت الولايات المتحدة 170,000 جندي لتحسين الوضع الأمني، لكن العنف استمر في العراق حتى بعد رحيل القوات الأمريكية في 2011. بعد ذلك، استعاد تنظيم داعش قوته في العراق، ليعكس فشل العراق في بناء دولة مستقرة.
النتيجة النهائية: العراق في حالة فوضى
اليوم، العراق يعاني من فساد مستشري، محسوبيات سياسية، وعنف مستمر. الدولة العراقية تكاد تكون غير موجودة، ورغم محاولات التدخل الدولي، يبقى الوضع كما هو. الفوضى التي صنعتها القوى الغربية في العراق تركت البلد في حالة من التدمير المستمر.
الخلاصة

القصة العراقية هي درس مهم: تدخل القوى الغربية في الشؤون الداخلية للدول لا يؤدي إلا إلى مزيد من المعاناة والفوضى. العراق يعاني اليوم من نتائج هذه السياسات المدمرة، والأمل في استعادة الاستقرار بعيد المنال. هذه القصة تكرر نفسها في مناطق أخرى مثل ليبيا و سوريا و اليمن، مما يطرح تساؤلاً مهماً: هل نتعلم من أخطائنا؟
يمكنكم أيضا قراءة : بعد مرور 20 سنة على الغزو… لمذا العراق؟ وداعش عابرة للأجيال, مجازر دمشق سنة 1860
1 commentaire
Pretty nice post. I just stumbled upon your blog and wanted to say that I’ve truly enjoyed surfing around your blog posts. In any case I’ll be subscribing to your feed and I hope you write again very soon!